أحمد العمري - برشلونة
الدول الديموقراطية التي تحترم
شعوبها، بعد كل عملية انتخابية تنشغل الفئة الرابحة بإعداد عدتها من عقد تحالفات أو
التفرغ لتنفيذ برامجها حال حصولها على الأغلبية المريحة، في المقابل تعمل الأحزاب
الخاسرة اولا تقبل نتيجة الصناديق وأحيانا تهنئة الخصم بالفوز، لتتفرغ بعد ذلك
مباشرة لعقد الاجتماعات الداخلية وتحديد المسؤوليات غالبا ما تنتهي باستقالة
الزعيم او الأمين العام.
من خلال استقراري بالجارة الاسبانية
منذ سنوات عايشت مجموعة من الانتخابات البرلمانية والجهوية والمحلية، إذ بعد
الانتخابات البرلمانية التي أوصلت الحزب الشعبي للحكم عقد غريمه الحزب الاشتراكي
لقاءات مطولة لاختيار الأمين العام الجديد الذي بمقدوره قيادة الحزب وإعطائه نفس
جديد رسا الاختيار آنذاك على روبالكابا الذي قدمه مناضلي الحزب لرئاسة الحزب بعد
انتخابات أولية داخلية كانت بينه وبين وزيرة الدفاع السابقة في حكومة ساباطيرو.
بعد تراجع عدد أصوات الحزب الاشتراكي
في الانتخابات البرلمانية الأوربية الأخيرة وكذا بالانتخابات الجهوية اعترف
زعيم الحزب روبالكابا بفشله في إعادة الروح للحزب وتمكينه من الفوز على غريمه
الحزب الشعبي قدم استقالته ليترك مناضلي الحزب تختار الزعيم الحالي سانشيز وتمنحه
رئاسة الحزب.
عشت نفس التجربة الانتخابية بكطالونيا
في الانتخابات الجهوية الأخيرة إذ لم يتمكن الحزب الاشتراكي الكطلاني من الحصول أو
الأقل الحفاظ على نفس النتائج التي حصل عليها في الولاية السابقة دفعت بالزعيم Pere Navaro بيري نافارو
التخلي عن قيادة الحزب وتعيين زعيم جديد لرئاسة الحزب الاشتراكي الكطلاني ، وبيري
نافارو كان تخلى عن رئاسة بلدية طراسة جهة برشلونة لأجل التفرغ لقيادة الحزب الذي
لم يوفق في تسييره ولم يجمع بين مسؤولية قيادة الحزب وتسيير البلدية.
أساس هذا التقديم هو التساؤل
على قدرة زعماء الأحزاب المغربية الرجوع لمقراتها وعقد لقاءات مع قواعدها
لتعمل على تقييم نتائج انتخابات 4 ستنبر 2015 التي منحت المرتبة الأولى لحزب الأصالة
والمعاصرة والمرتبة الثانية لحزب الاستقلال والثالثة للعدالة والتنمية ، رغم أن
الترتيب لا يعكس الرابح من هذه الانتخابات إذ يعتبر الرابح الأول هو حزب العدالة
والتنمية الذي تمكن من الفوز بالحواضر الكبرى ومضاعفة عدد الأصوات المحصل عليها في
انتخابات 2009، فيما يعد الخاسر في هذه الاستحقاقات المحلية والجهوية هما حزبي
الاستقلال والاتحاد الاشتراكي.
فهل سيتوفر قادة أحزابنا على روح تقبل
الهزيمة كما بتم قبول الفوز والرجوع لمناضلي أحزابها لتسليمهم مفاتيح
القيادة، لأجل ضخ روح جديدة قادرة على إعطاء نفس جديد من شانه إعطاء تنافسية جدية
تعمل على تطوير العمل السياسي بالبلاد بعدما لمسنا تطور طفيف لدى الفئة الناخبة
التي لا زالت تحتاج لمزيد من التأطير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق