حوار مع امبارك العلوي: الأيكيدو في المغرب / تعريب: فؤاد بحسن (مترجَم عن ‏اللغة الفرنسية)‏ - القلم 3000

اَخر المشاركات

القلم 3000

مدونة القلم 3000، متخصصة في قضايا الفكر والشأن العام وفن العيش.

الأربعاء، 31 يوليو 2024

حوار مع امبارك العلوي: الأيكيدو في المغرب / تعريب: فؤاد بحسن (مترجَم عن ‏اللغة الفرنسية)‏

 



5 ملاحظات من الـمُعَرِّب:

م. 1. اعتمدت في تعريب هذا النص على النسخة الفرنسية. والملاحظ أن هذه الأخيرة لا تحمل اسم الصحفي الذي حاوره، ولا حتى اسم ناقل النص الأصلي (باللهجة المغربية) إلى الفرنسية.

م. 2: التقديم الوجيز قُبَيل نص الحوار مِن وَضع الصحفي نفسه الذي أجرى الحوار، وليس من وضع المترجم إلى الفرنسية، إلا إذا كانا يمثلان الشخص نفسه.

م. 3: لم أعثر على الملف الصوتي الكامل للحوار وإلا لكنت استبعدت نهائيا النص الفرنسي، واكتفيت بنقل الملف الصوتي باللهجة المغربية إلى العربية المكتوبة؛ خاصة وأن النص الفرنسي غير كامل.

م. 4: أجري الحوار قبل تأسيس الجامعة المغربية الخاصة بالأيكيدو بتاريخ أكتوبر 2011.

م. 5:  ستشير الجمل والكلمات الموضوعة بين قوسين والمسبوقة بالرمز * إلى التوضيحات القليلة الضرورية التي أضفتها إلى متن النص عند التعريب.

∞∞∞

التقديم ونص الحوار:

نجد أسفله مقطعا من حوار أجري مع مبارك العلوي (*الأب الروحي للأيكيدو في المغرب ومؤسس جامعته الرياضية الخاصة). لم أرغب في نَقل كامل التصريحات التي أدلى بها؛ بسبب غموض بعض الآراء وقابليتها للمناقشة. وهي أمور تعود، على ما يبدو، إلى الحالة الصحية لـمُحاوِري، الذي يزيد عمره عن 80 عاما، والذي، فضلا عن ذلك، أظهر، في مرات عدة، مشاعر قوية عند ذكره للأستاذ طامورا (Tamura). وبالنسبة لمن يرغبون في الحصول على كامل الحوار، فيمكنهم تحميله على موقع AJ (*Aikidojournal) في صيغة MP3 بالألمانية واللهجة المغربية.

∞∞∞

- الصحفي (ص): السيد العلوي، هل لا زلتَ تَتَذكر متى بدأتَ ممارسة الأيكيدو؟

+ مبارك العلوي (م. ع.): بدأت في سنة 1957.

- ص.: هل مارست فنون حربية أخرى غير الأيكيدو؟

+ م. ع.: مارستُ خلال الموسم 1957-58، بالموازاة، الملاكمة. ومنذ ذلك الوقت، وإلى اليوم، وأنا أمارس الأيكيدو.

- ص.: من كانوا أساتذتك؟

+ م. ع.: كان أساتذتي جميعهم من الغرب [أوروبا]: الدكتور ستيركس (Sterkx)، وكان يمارس أيضا الجيدو. كان هنالك طبيب ثان: الدكتور مارتان (Martin)، ودون أن ننسى، أيضا، طبيبا آخر: الطبيب بونسارا (Bonsara). وقد كانوا، جميعهم، يمارسون الجيدو والأيكيدو.

- ص.: وجدْتُ على شبكة الأنترنت أنه كان هنالك أساتذة بلجيكيون في المغرب.

+ م. ع.: نعم، كان هنالك شخص اسمه نايْسينْس (Naessens) من بروكسيل، وكذلك جورج ستوبارت (George Stobbaerts).

- ص.: في سنة 1968، كان، إذن، تعرُّفُك على الأستاذ طامورا؟

+ م. ع.: في سنة 1962، جاء طامورا إلى المغرب، إلى الدار البيضاء تحديدا- أي سنتان قبل ذهابه إلى فرنسا. جاء بدعوة من بعض الأوروبيين ممَّن أقاموا بالمغرب، وهناك تعرفت عليه لأول مرة. وبعدها، في سنة 1964، كانت زيارته لفرنسا مرفوقا بزوجته. وهنالك عاش حتى وفاته السنة الماضية (مبارك العلوي ينفجر باكيا!).

كان الأستاذ نايسينس هنا، بالمغرب، حين زيارة الأستاذ طامورا. وهو بلجيكي قدِم من اليابان. كان أستاذا كبيرا (*بمعنى، قديرا، وليس متقدما في العمر). وحينها، كان الأستاذ ناكازونو (Nakazono) بالدار البيضاء. ونفس الشيء بالنسبة للأستاذ شيبا (Chiba)، الذي جاء هنا قبل زيارته لإيطاليا. كما أن الأستاذ نورو (Noro) مرَّ، هو الآخر، بالمغرب قبل أن يستقر بفرنسا، حيث يعيش إلى اليوم.

في سنة 1964 حصلتُ من الأستاذ طامورا على الحزام الأسود - درجة أولى «أيكيكاي» (*وهي المنظمة الدولية للأيكيدو، مقرها باليابان). كنتُ، حينها، الممارس الأول الذي حصل على هذا الحزام في المغرب. إيميل ميتزنغر (Emile Metzinger) بدأ الأيكيدو في الدار البيضاء وكان متزوجا بامرأة صينية (*إيميل هذا كان شريكا لمبارك العلوي في تأسيس أول نادي له بالدار البيضاء، تحت اسم «سيو-دو-كان»). غير أن جميع أساتذة الأيكيدو هؤلاء غادروا المغرب، ولم يبقَ سِوايْ. والآن، يوجد بِضعة آلاف من الأيكيدوكيين (*ممارسو الأيكيدو) الذين يَتَّبعون نَـهْجـي. ومِن بين مجموع الدول العربية، يُعد المغرب الرائدَ في مجال الأيكيدو. وقد سبقَ اعترافُ منظمة الأيكيكاي بالمغرب اعترافها بفرنسا، ثم جاء دور بلجيكا، إيطاليا، إلخ. وقد كان الأستاذ طامورا أول من أعطى الدَّرجات الدولية «أيكيكاي».

- ص.: ألم يكن هنا *) بالمغرب)  أستاذ للأيكيدو من البرتغال؟

+ م. ع.: (بعد فترة طويلة من التركيز) نعم، نعم! لكني نسيتُ اسمه. لقد حصل مني على حزام أسود - درجة أولى. تَذَكرتُ.. اسمه لويس (Louis). كان واحدا من أوائل تلاميذي. حاليا، هو يَنتمي إلى الفيدرالية البرتغالية للأيكيدو. ما يزال التواصل جارٍ بيننا. قبل خَمس سنوات أو سِت، زار المغرب من جديد.

- ص.: كيف تَطورَ تَنْظيمكم الـمُؤَّسَسي بعد الزيارات الأولى للأساتذة الكبار، كالأستاذ طامورا... هل أسَّسْتُم فيدراليةً حينها أم كانت هنالك مجموعات مختلفة؟

+ م. ع.: دائما مع الأستاذ طامورا. لقد كان يُكن لنا، نحن المغاربة، الاحترام ويعتبرنا كإخوة بالنسبة له.  هو من مواليد عام 1939، فكان يَعتبر أولئك الذين في نفس عمره بمثابة إخوة له، وأولئك الأصغر منه بمثابة أبناء له، والأكبر منه بمثابة أعمامه. كان يأتي 3 مرات في السنة (*للمغرب) من دون أن يحصل منا ولو على درهم واحد. كان كريما جدا. كنا نَزورُه في مارسيليا ونشارك في بعض تَرَبُّصاتِه في أكثر من مكان بفرنسا. وفعلا، نِلْنا منه الكثير من الحب والصداقة.

في كل أوروبا، أعطى طامورا وشيَّد الكثير. كريستيان تيسيي (Christian Tissier) أيضا تَعَلم الأيكيدو على طامورا. ونحن، هنا، في المغرب، لدينا مستوى جيد بالمقارنة مع أوروبا. يجب ألا نخجل من قول ذلك.

في تلك الفترة، اقتنى كل من الأستاذ طامورا وَكْلُودْ بِيلْران (Claude Pellerin) وَجون-ماري كاستيون (Jean-Marie Castillon) بُقعة أرضية في سان-ماكسيمان (Saint-Maximin). أنشأ الأستاذ طامورا هنالك بيته الخاص، الذي أقام به حتى آخر أيام حياته. ومن المحتمل أن يكون كلود بِيلْران خليفته (*على المدرسة).

وفيما يخص فيدرالية تيسيي (*كريستيان)، فقد جرى تأسيسها من قِبَل شخص يُدعى جورج بنزاكين (George Benzakin)، لِأُمٍّ فرنسية وأبٍ يهودي مغربي. وكان ذلك خلال ولاية الرئيس الفرنسي ڨاليري جيسكار ديستان (Valery Giscard d’Estaing). كان بنزاكين محاميا، فتكَفَّل بكل الإجراءات الإدارية.

+ ص.: وفي المغرب، هل توجد فيدرالية؟

+ م. ع.: في المغرب، لدينا جامعة تضم الجيدو والأيكيدو. وكانت دائما مستقلة عن فرنسا. وحتى الساعة، شَهِدَت جامعتنا 4 رؤساء منتَخبين. وداخل هذه الجامعة، يمكن تِعداد العديد من اللجان؛ ومنها اللجنة الوطنية للأيكيدو، وتلك الخاصة بالجيدو.

- س. هل أنتم راضون عن تطور الأيكيدو في بلدكم؟

+ م. ع.: في الأيكيدو لا توجد المنافسة. بالنسبة لي كلمة أيكيدو تعني «أُسرة». وهذا ينطبق أيضا على أوروبا. لا يوجد لا كؤوس ولا ميداليات للفوز بها، الفوارق الاجتماعية تذُوب، والأغنياء يمارسون مع الفقراء. إنها فعلا أسرة كبيرة، وهي تمتد إلى اليابان وإلى العالم بأسره. وهذا ما يحدد قيمة الأيكيدو. الأيكيدو هو السلام.

في 1967/68، كنتُ في ألمانيا، وتحديدا في هامبورغ (Hambourg)، برلين (Berlin)، دوسلدورف (Dūsseldorf)، حيث شاركتُ في بطولة العالم للكيندو (Kendo).. حصلتُ على الرتبة الثالثة. أتَذكر أنه، يومها، كانت أميرة مغربية على رأس سفارة المغرب في بون (Bonn)، وهي إحدى عمات ملك المغرب الحالي.

ينتمي الأيكيدوكيون إلى طبقة معتبرة في المجتمع المغربي... تجدُ الأطباء، المهندسين،... أغلب الممارسين هم أغنياء، ويريدون فقط الممارسة، لا كسب المال من الأيكيدو.

هؤلاء الذين هنا، مَعَنا (*أي في قاعة التربص التي أجري فيها الحوار)، هُم أناس يملكون شركات، أساتذة،... مِمَّن لا يحتاجون كَسب المال عن طريق الأيكيدو. والأيكيدو لا يَحصل على أي دعم مالي من فيديرالية الجيدو . إن أكثر من 50% من الأيكيدوكيين هم أُناس أغنياء إذا ما قارنا الوضع مع باقي فنون الحرب، كالملاكمة، الكاراتيه أو التايكواندو. وأنت على سبيل المثال، لم تأخذ مُقابلا على عملك الصحفي هذا، ومع ذلك أنت هنا (*يبدو من سياق الكلام أن الصحفي هو أيضا ممارسٌ للأيكيدو). هذا هو الأيكيدو.

- الصحفي: أنا لا أمانع إن دَفَعْتَ لي مقابلا!

(انفجر الحاضرون في هذا الحوار ضاحكين).

+ م. ع.: الأيكيدو أسرة، وأنت واحد منها. وهذا موجود أيضا في الإسلام؛ إذ يتعين أن نعطي  دون انتظار أي عائد. إنها الـمَحبة. وطامورا أيضا كان على هذا الحال. لقد أعطاني في ما مضى المال الذي كسِبَه من أحد التربصات؛ حتى أفْتَتِـــح قاعة التدريب خاصتي في الدار البيضاء.

- الصحفي: سؤال أخير: ألَدَيْك أمنية أخيرة؟

+ م. ع.: أن يتم تأسيس الفيدرالية المغربية للأيكيدو، حتى يكون لنا مَأْوانا الخاص – أن نـكون في بيتِنا.

 

المصدر:  Aïkidojournal 2/2011 – N° 38FR, pp : 14-16

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق