ادريس هاني - هي القدس... - القلم 3000

اَخر المشاركات

القلم 3000

مدونة القلم 3000، متخصصة في قضايا الفكر والشأن العام وفن العيش.

الجمعة، 8 يونيو 2018

ادريس هاني - هي القدس...




هي فلسطين تهبّ بشعبها بمحيطها لتقدّم أكبر دليل على عدالة القضية.. وثيقتها وراثة مادية ورمزية تتجدد عبر العصور..  من شعب يتحدّث لغة الأرض ولكنة التّراب. في مُحيّاه ترتسم معالم القدس وبصمتها..

 قدر الاحتلال أن يتذرّع بالأساطير.. وقدر حلفائه أن يعاندوا في تكرار الأساطير.. وما التطبيع إلاّ أساطير المحتّل تخترق لغتنا.. شعب يكافح منذ 70 عاما كالفلاح لا يملّ من كربلة الأرض.. وها هو يُكربلها بطريقة أخرى في وجه ترامب الذي يفكّر بمزاج المقاول غير الآبه بالرأسمال الرمزي للأمم.. لا بلفور كان يملك الحق بالوعد ولا ترامب يملك إمضاء صفقة القرن أو اختطاف القدس.. تاريخ فلسطين أكبر من أن يقرر فيه القرصان..
لا أحد ينحرف عن المطالب العادلة في الكفاح الفلسطيني إلاّ ويخسر موقعه في تاريخ أمّة مجيدة كما هي في المخيال الجماعي للأمّة.. فلسطين هي عنوان تقدمنا أو تأخرنا.. من يريد ابتكار رواية أخرى عن فلسطين سقط في معيار الحقيقة والتاريخ.. لفلسطين رواية واحدة يرويها شعب مكافح وشعوب حوله لن تقبل بالزّيف.. فلينظر المرجفون كيف سيكتب الشعب الفلسطيني والشعوب على امتداد العالم العربي والإسلامي وكثير من المواقع العالمية تاريخ كفاح وصمود..
ستتعب آلة القمع وسياسة الاحتلال أمام تدفّق الإرادة الحرة لشعب يولد وتولد معه إرادة التّحرر الوطني.. فلسطين أكبر من أن تبلع من قبل الاحتلال.. أكبر من أن يحرّف تاريخها من لا تاريخ لهم.. أوهي أيضا ليست قضية للمتاجرة.. هي ملك لكل الأحرار في هذا العالم..
نحن ضدّ أن تصبح فلسطين لعبة في يد القرصان أو التاجر الكبير أو السماسرة الصغار الذين يعتقدون أنّ فلسطين دكّانا للبيع والشّراء.. فلسطين أكبر من هؤلاء جميعا.. أكبر من الحاقدين، والمساميم، والخونة، والمنافقين، والدّجّالين والتّافهين على امتداد جغرافيتنا المأساوية.. هي أكبر من لعبة الأحزاب والتنظيمات الصغيرة والمشبوهة.. هم يكبرون بفلسطين وليست هي التي تكبر بهم.. كل الحسابات تسقط تحت أقدام فلسطين.. كلّ الألاعيب تسقط.. بإرادة الشعوب ومهجة الأطفال تحيا فلسطين.. تحيا القدس في زمن المغالطة والقهر.. والنّصر آت آت لا محالة.. والحقّ سيعود بقبضة المقاومين المخلصين والشهداء..
ادريس هاني 7/6/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق